الأربعاء، أكتوبر 14، 2009

الوطن

يبدو انه من المستحيل على الأنسان ان يرى بعينيه ان حلمه في هذه الحياة قد تحقق , انا اتكلم هناعن نفسي وربما يجد الآخربن لهم رأي آخر , حيث هنا المكان الوحيد اللذي يستطيع الأنسان أن يبوح بكل مايجول بخاطره وبدون رقيب , والاجمل من ذلك انه من الممكن ان يسمعك جميع الناس وممكن ان يردوا عليك او يصصححوا لك مفاهيمك... يولد الأنسان فيجد اول حلم له في الحياة أن ينال جصته من حليب امه ليسكن به الم جوع معدته, وحين يشبع ينتابه حلم الحصول على حاجته الماسة الى جرعة الحنان , وحين يحصل عليها ينتابه حلم الأستحواذ على اهتمام امه, فهو يتمنى ان تتفرغ له وحده ولا تلتفت الى عمل آخر غيره. حينما يشتد عوده قليلا يبدأ يراوده حلم تقليد أقرانه من اللذين يفوقونه عمرا في الجري واللعب , وبعدها في الذهاب للمدرسة والتعلم... وهكذا ما ان ينجز حلما حتى يحس بتفاهة ما قد انجزه نسبة الى مايطمح اليه.. الى ان ينهي دراسته ويبدأ مشوار العمل وحلم تكوين عائلة... الى هنا يبدو ان جميع البشر يتشابهون او يختلفون قلبلا في احلامهم ومدى تحققها. الفرق بعد ذلك يأتي على ألأنسان في بلد الغربة, فهو لايجد ان حلم له قد تحق, فما ان يحصل على عمل حتى يحس ان ذلك لم يلبي حلمه , وما ان يسكن في بلد حتى يحس انه غير مستقر , وما ان يبدأ في مشروع حتى يجد وهو في منتصفه انه لم يكن مايطمح اليه. وتمضي السنين والسنين وهو يحس انه لم يفعل شيء وحتى لو شهدوا له الناس انه قد نجح في ذلك الطريق فهو يجد بينه وبين نفسه انه نادم على ماضيعه من الجهد والوقت في ذلك المشوار. تبدأ بعد ذلك الأحلام تضعف وتفتر ويبدأ اليأس من تحقيقها يدب الى اعماق نفسه, ثم شيء فشيء تموت وتتلاشى. ولايبقى منها غير واحد ينشط ويكبر ويشتد عوده ويغلض مع مرور الزمن, الا وهو حلم الرجوع الى الوطن......

هناك 6 تعليقات:

  1. الأخ المحترم كمال تحية طيبة وبعد،
    هذه أول مرة أحل ضيفا عليك بمدونتك وأعلق عليها، فموضوع الوطن هو موضوع ذو سجون سيما بالنسبة لإخواننا العراقيين الذين أعرف قدر المعاناة والألم الذي تحملوه طوال سنين وسنين، فحب الأوطان هو من صميم الإيمان، ومن لا يحب وطنه ودينه لا أمل ولارجاء فيه.
    أتمنى من كل قلبي أن تكون عودتك إلى وطنك العراق في وقتها الأنسب والمناسب وأن تكون موفقة ومباركة وغانمة إن شاء الله.

    ردحذف
  2. إن شاء الله ترجع للعراق، وتصير أيام الغربة سوالف

    ردحذف
  3. ممكن أي وممكن لا يا ايها الصديقة سراج. فقد كانت لي زميلة عراقية تشتغل معي في التعليم, وعندما رجعت الى بيتها كان لابد ان تعبر الى الجهة الاخرى خلال شارع خط السريع, فضربتها سيارة سريعة مودية بحياتها رحمها الله تاركتا وراءها طفلان لايتجاوزان العشر سنوات كأنهما وردتان.

    ردحذف
  4. بارك الله فيك الأخ العزيز عبد القادر على مشاعرك وأحاسيسك المرهفة وتعاطفك نحو الذين شردتهم الأقدار بعيدا عن وطنهم وأهلم.متمنيا من الله تعالى ان لايحرمك من وطنك واهلك.....

    ردحذف
  5. هه! وشنو أكول وآني عشت عمري كله بالغربة؟؟
    من عمري يوم وأهلي يرددون: عائدون!
    وداعتك لا عائدون ولا هم يحزنون!!!!

    ويمضي العمر..
    ذكرتني بألعابي وكتبي العزيزة، كنا نأخذها للعراق نضمها في بيتنا هناك، ونتقاسم فيما بيننا الغرف والفرش، لأننا في العام القادم عائدون..
    أكيد الألعاب هرت وراحت والكتب تملخت!
    أما عن الغرف فما عدنا نتعارك عليها، فقط نريد أن نشم رائحة التراب والطرمة والحوش والحديقة..
    اسمع صوت جدو الله يرحمه لو أشوفلي خال لو عم!

    الحمد لله على كل حال!

    دعك من نواحي وندبي.. وخلينا نتفاءل!

    ردحذف
  6. أدمعت عيوني , وأكون صريحا معك لو قلت أن قطرات منها سقطت على الكي بورد . الله يسامحك لو عطل.
    لقد ذكرتيني في السنة الماضية عندما كنت اتهيأ الى زيارة بلدي بعد انقطاع حوالي اثنا عشر سنة ,عسى ان أحضى برؤية ثمالة الباقيين( كما يقولون) .أمي , لأرتمي بين احضانها واشم رائحتها واقبل يدها. فقد رحل أبي واخي وكل خالاتي الاواحدة وكل اخوالي وكل اعمامي وعماتي.فقد كلمتها قبل ان اسافر وقلت لها انا في طريق اكمال جواز سفري والقدوم الى العراق , فرحت وقالت أن شاء الله تشوفني , لم يعجبني كلامها واستفسرت من اخي فأكد لي انها بصحة جيدة ولا تعاني من أي شيء.
    أخذ وقت وصولي الى بغداد حوالي سبعة ايام لأجد معالم العزاء في بيتنا واخوتي واقاربي واخواتي يستقبلونني بالسواد, حيث كان اليوم هو رابع يوم من وفاتها.......
    كنت قد نويت ان أكتب تكملة موضوع مدونة معاناة امي في مدونة أخرى , ولا كن كلما بدأت بالكتابة ينتابني الحزن وتنهمر الدموع ,فأكف عن الكتابة وأخرها الى وقت آخر. ولاكنك أفسدت لي الكي بورد فقلت يلة هية خربانة خربانة , فكتبت.
    يابنت بلدي نحن تميزنا عاطفة الأنتماء والحنين الى جذورنا وانتماءنا , نختلف عن الكثير من الشعوب بعدم التكيف والاندماج والانصهار في المجتمعات الجديدة.فتجدين ان عاطفة الانتماء تلك لم تكن عادة مكتسبة,فأن الطفل اللذي يولد ويترعرع في بلاد الغربة يحن ويشتاق الى بلده اللذي لم يره طول حياته.

    ردحذف