الاثنين، أكتوبر 26، 2009

إلى العراقيين

ليس الفخر لك ان تكون سني ولا الفخر لي ان اكون شيعي , وليس الفخر لك ان تكون كردي ولا الفخر لي أن اكون عربي. ليس الفخر لك ان تكون مسيحي ولا الفخر لي ان اكون صابئي، فكلانا ياصديقي وجدنا آباءنا وسرنا على ما ساروا عليه. فلا تدعي لنفسك بأنك الفارس اللذي يدافع عن القومية والدين, ولا تدعي لنفسك بانك الضليع في ميدان العلم ونصرة المذهب, فتحسب انك الوحيد على الصراط المستقيم . فكلانا ياصديقي يدافع على ما وجد عليه ابويه وعشيرته الاقربون. فلا تبلع الطعم ياصديقي اللذي يضعه لي ولك الاستعمار باسلوبه الجديد, أسلوب النخر في المجتمع المستهدف عن طريق زرع التفرقة وأثارة النعرات الطائفية, فهي اشد تدميرا من قنابله النووية. ولاتكن جنديا يحركه أصحاب الكراسي اللذين يدافعون عن مصالحهم ولايهمهم أمر الدين والمذهب بشيء . فلا تحمل يا صديقي في رقبتك دم أخيك اللذي يشاركك الارض والسماء, والماء والهواء , فتقعد ملوما محسورا, يطاردك أينما ذهبت, الا ان تلقى الله فيحاسبك حسابا عسيرا.

الثلاثاء، أكتوبر 20، 2009

وداعا أيها الياهو

ما فائدة الصديق أذا لم تجده عندما تكون في امس الحاجة له، أو أن يسأل عليك بين الفينة والأخرى، أو ان يحسسك ولو بكلمة انه مهتم بك.. أصبح وجوده كعدمه, بل ان عدمه أفضل.حيث عندما تجد اسمه محشور مع البقية الباقية في قائمة الياهو ماسنجر يثير في نفسك السخط كلما لاح لك اسمه, تتعجب كيف استطاع ان ينسى وبسهولة تلك الايام الطويلة والجميلة والصعبة والمفرحة والحزينة.... أيام كانت تجمعك به أثناء الدراسة في الكلية , رغم صعوبة ما كنا نتناوله من مواد دراسية في الهندسة الكهربائية ,الا اننا نعوض عنها بفرح وضحك دائم لأتفه الاسباب في ما نتناوله من طعام وشراب في نادي الكلية.. لم أكن اصطحب غيره , لأنني لا افكر بذلك , فهو يشغل لي كل وقتي وتنسجم افكاره وطباعه معي كليا. رافقني في الكلية طيلة سنوات الدراسة ,كنا دائما في نفس الفصل ونجلس جنبا الى جنب. أنا أحب تخصصي في الدراسة أكثر منه , وهو يحب الكلام والضحك اكثر مني , ومع هذا فلا هو يؤثر علي في رغبتي لسماع المحاضرة والتمتع بها, ولا أنا أحرمه من الإصغاء اليه عندما يريد الكلام لينتقد الاستاذ أو طالب جالس هناك أو طالبة تثير فضوله.. كنا متفاهمين على كل شيء ولم تحدث مشكلة واحدة بيننا طيلة صحبتنا. في الصباح نلتقي في الكلية , وفي المساء نلتقي ونتجول في الشوارع , وعند الامتحانات أقرأ معه في بيته وفي بعد منتصف الليل يقودنا الجوع الى أحد المطاعم الشعبية . قوميتنا مختلفة ومذهبنا في الإسلام مختلف ولكنه اقرب الي من أخي .يشاركني أحزاني وافراحي , واشاركه كل مناسباته.. تخرجنا نحن الجيل الضائع بين مغامرات وحروب صدام , وبين الحصار الركض وراء لقمة العيش..عملنا في نفس المهنة وعانينا نفس المعاناة, ولكن وجودنا معا يهون علينا كل شيء, فنحن دائما سعداء , نضحك في أشد الظروف قسوة, ونستهين من أعظم الهموم بأسا. سافرت انا بسبب ظروف الحصار التي كانت تخنق كل العراقيين الى أقرب بلد عربي للعراق, عملت فيه لأقل من ستة شهور ودعوته للالتحاق بي . غيرت بلد هجرتي الى غرب الوطن العربي , ليلتحق بي بعد أقل من سنة. كم أحسست بحرارة الشوق عندما قابلته وحضنته, فأنا لم اتعود فراقه هذه الفترة.. عملنا في نفس البلد, رغم بعد مكان عملنا بمئات الكيلو مترات عن بعض ,لاكننا نلتقي في كل مناسبة... رجع صديقي الى وطنه الام العراق وبقيت انا. إنقطعت اخباره عني , ولم تكن في ذلك الوقت الاتصالات متوفرة وسهلة . لم أكن الومه لأنني أعرف الوضع , ولكنني فوجئت أنه لم يزر أهلي وأخواني إلا مرة واحدة , ولم يتصل بي أطلاقا رغم محاولاتي الاتصال باهله واتحدث اليهم ولاكنه لم يكن موجودا في ذلك الوقت بقربهم لاكلمه, ولم تكن موجودة في حينها الهواتف الخلوية.. بعد سنتين, كلمته وعاتبته بشدة, وأتفقنا أن يكون الياهو ماسنجر هو طريق الوصل بيننا... رسائله قليلة وكلماته محدودة, اسلوبه بارد , يزعل مني لأتفه الاسباب . تمر الاشهر ولا اجد منه سؤالا أو جوابا لسؤال. أصبحت رسائله القصيرة تطل علي في الاعياد فقط . مر عيدان ولم يجيبني على تهنئتي له بهما. قابلت صدفة صديق عنوانه على الكوكول, أعجبني فيه حرارة العواطف, والاخلاص في المراسلة , والكتابة لي دائما وعدم الانقطاع. فأنا اتوقع ان اجد منه أكثر من رسالتين كل اسبوع، يفرحني كثيرا عندما يسألني عن صحتي وعن عملي. قال لي لماذا لا تفتح لك عنوان على الكوكل وتترك الياهو، باديء لم أستسغ طلبه، كيف لي ان اترك صفحة لي قد سطرت فيها الكثير من الاصدقاء وعلى رأسهم صديق عمري. وأنشأت لي حساب على كوكل، لكنني مستمر على فتح الياهو. لكن لا أجد الا أسماء بلا حياة, دائما متجهمين، دائما اوف لاين. أغلبهم كانوا معي في غربتي. لماذا نسوني؟؟ اصبح الكوكول صديقي، أفتحه لاقرأ ما فيه من صديقي، فأطفأ الجهاز وأنسى ان أفتح عنواني القديم .حاولت ان أعيد تشغيل جهازي لأتصفحه , لكنني استخسرته فيه وقلت في نفسي وداعا ايها الياهو.........

الأربعاء، أكتوبر 14، 2009

الوطن

يبدو انه من المستحيل على الأنسان ان يرى بعينيه ان حلمه في هذه الحياة قد تحقق , انا اتكلم هناعن نفسي وربما يجد الآخربن لهم رأي آخر , حيث هنا المكان الوحيد اللذي يستطيع الأنسان أن يبوح بكل مايجول بخاطره وبدون رقيب , والاجمل من ذلك انه من الممكن ان يسمعك جميع الناس وممكن ان يردوا عليك او يصصححوا لك مفاهيمك... يولد الأنسان فيجد اول حلم له في الحياة أن ينال جصته من حليب امه ليسكن به الم جوع معدته, وحين يشبع ينتابه حلم الحصول على حاجته الماسة الى جرعة الحنان , وحين يحصل عليها ينتابه حلم الأستحواذ على اهتمام امه, فهو يتمنى ان تتفرغ له وحده ولا تلتفت الى عمل آخر غيره. حينما يشتد عوده قليلا يبدأ يراوده حلم تقليد أقرانه من اللذين يفوقونه عمرا في الجري واللعب , وبعدها في الذهاب للمدرسة والتعلم... وهكذا ما ان ينجز حلما حتى يحس بتفاهة ما قد انجزه نسبة الى مايطمح اليه.. الى ان ينهي دراسته ويبدأ مشوار العمل وحلم تكوين عائلة... الى هنا يبدو ان جميع البشر يتشابهون او يختلفون قلبلا في احلامهم ومدى تحققها. الفرق بعد ذلك يأتي على ألأنسان في بلد الغربة, فهو لايجد ان حلم له قد تحق, فما ان يحصل على عمل حتى يحس ان ذلك لم يلبي حلمه , وما ان يسكن في بلد حتى يحس انه غير مستقر , وما ان يبدأ في مشروع حتى يجد وهو في منتصفه انه لم يكن مايطمح اليه. وتمضي السنين والسنين وهو يحس انه لم يفعل شيء وحتى لو شهدوا له الناس انه قد نجح في ذلك الطريق فهو يجد بينه وبين نفسه انه نادم على ماضيعه من الجهد والوقت في ذلك المشوار. تبدأ بعد ذلك الأحلام تضعف وتفتر ويبدأ اليأس من تحقيقها يدب الى اعماق نفسه, ثم شيء فشيء تموت وتتلاشى. ولايبقى منها غير واحد ينشط ويكبر ويشتد عوده ويغلض مع مرور الزمن, الا وهو حلم الرجوع الى الوطن......

الأربعاء، يوليو 22، 2009

معانات أُمي

لا توجد معاناة مثل معاناة الم العراقية.. دعوني أتكلم بضع الأسطر عن أمي, وهي تمثل نموذج الام العراقية.. لا أتكلم عن معاناة الأم في أولادها عتد الصغر فهذا بعرفه كل من له أم. ولكن أتكلم عن معانات الأم العراقية عندما يشب ويكبر ابناءها

.كانت تتمنى كأي ام أن يتخرج ابنها من الكليةلانها تشعر ما يعاني أبنها من النصب والتعب في الدراسة.كانت تصحو لدى عودتي ضهرا وهي في قيلولتها,لم تستكن وتتمتع بقيلولتها الا أذا رجعت من الكلية ,تسخن الطعام وتنتظر الى ان اتم الغداء لتحضر لي الشاي.بعدها ممكن ان تستريح ولاكن بعد ان فات وقت القيلولة..كم كنت انانيا,فقد كنت اسهر مع اصدقائي بحجة الدراسة ونتعشى في أغلب الاحيان,ولكن عند رجوعي أجدها تنتضر لتسألني هل أعد لك العشاء فأقول نعم أغلب الاحيان لا لشيء سوى ان احس بالاهتمام وارتوي من الحنان..

كانت تخاف علينا من التخرج لانها تعلم بعد تخرجنا سوف يستدعينا صدام في جيشه الذي هلك منه الملاين في مغامراته فالداخل اليه مفقود والخارج منه مولود. فعندما تخرجت لم اشاهد تعابير فرحة الام في محياها,لانها دخلت في صفحة اخرى من المعاناة اكثر بكثير من الاولى.. كان دوامي في وحدة ثابتة في بغداد ولله الحمد,فكأنها هي التي دخلت الجيش ولست أنا, تصحو قبل الخامسة صباحا وتهيأ لي الفطور وتصحيني وتنتضرني الى أن اخرج الساعة السادسة لتكب خلفي الماء , كانت تعتبره عمل مقدس وهو اللذي يحفضني , فعندما تضطر الى المبيت خارج المنزل كانت تؤكد على واحدة من أخواتي للقيام بذلك..

عندما كسر المجتمع الدولي شوكة صدام وحرر الكويت من مخالبه بعد أن حطموا العراق وأذلوا شعبه ووضعوهم تحت معاناة الحصار.... سوف اكمل الموضوع لاحقاً إن شاء الله